الخديعة الكبرى –الجزء السابع-

شعب الله المختار

  • شعب الله المختار

اخرى قبل 4 سنة

الخديعة الكبرى –الجزء السابع-

شعب الله المختار

د.سالم سرية

 

ان محاولة اسكات التاريخ الفلسطيني وجعله صحراء قاحلة خالية من الأدله والحقائق اضافة لجعل الجغرافيا الفلسطينية ايضا صحراء خاوية من البشر ضمن مقولة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ) والمرتبطة بفكرة ان يهود اليوم هم( شعب الله المختار ) على حد زعمهم لما جاء بتوراتهم المزيفة ! . تستدعي تفنيد المزاعم والاكاذيب الصهيونية التي تستند اليها لتشرع اغتصاب فلسطين وتبرر وجودها المصطنع .

يستعرض د.جمال حمدان في دراسة انثروبولجية (سمات الوجه ولون البشرة والطول وحجم الجمجمة....الخ)لليهود وماجرى لهم ويفصل شتات اليهود Diaspora) ) (ص87-53 في المصدر[1] )عبر المراحل التاريخية من بلد لآخر وسببية توزعهم في العالم ليصل الى نتيجة انثروبولوجية تنفي احادية العرق والجنس لهم.وعلى حد قوله ان الشتات اليهودي مر بخمسة مراحل منذ القرن العشرين قبل الميلاد الى القرن العشرين بعد الميلاد .

1-الشتات في التاريخ القديم-منذ القرن الثمن عشر قبل الميلاد.

2-الشتات البابلي

3-الشتات الهيلليني

4-الشتات الروماني والوسيط

5-الشتات الحديث في مطلع القرن التاسع عشر وحتى عام 1914

وخلاصة هذا التشتت ادى الى التوزيع الحالي لليهود في العالم :ففي عام 1939 قدر يهود العالم بنحو 15 مليونا(ولعل هذه اعلى قمة سجلتها ديموغرافيا اليهود في تاريخهم فبعدها جاءت ابادة النازية -التي وان رفضنا مبالغات وتهويل الدعايات الصهيونيه حصدت منهم ولا شك اعدادا كبيرة-اما عن التوزيع فانه المقدر انه كان في اوروبا 10 ملايين اي الثلثان منهم 3 ملايين في الاتحاد السوفياتي و3 ملايين في شرق اوروبا الجديدة وهي دويلات البلطيق وبولندا و4.5 مليون في امريكا واسي ثلاثة ارباع المليون . [1]

ويتكون المجتمع الإسرائيلي الحالي في فلسطين من ثلاث فئات هم .الأشكناز والسفرديم واليهود الشرقيين.

فالاشكناز هم يهود اوروبا بالاضافة الى خلاياهم التي انشطرت في جنوب افريقيا واستراليا.والسفارديم هم يهود البلقان والشرق الادنى وجاليات مبعثره على شواطئ البحر المتوسط الشمالية والجنوبية .اما اليهود الشرقيين فهم يهود شمال افريقية والعراق واليمن وايران والقوقاز والتركستان والهند والصين).[2] ومن أساطير الصهيونية أيضًا، أسطورة الاستمرار اليهودي. فبعد أن دمرت الصهيونية التتابع التاريخي للأرض الفلسطينية، “خلقت تتابعًا عرقيًا وعنصريًا للشعب اليهودي،بسلالات وهمية، لأجل تبرير العودة إلى أرض الأجداد” . ويُعبر عن تلك الظاهرة بمصطلح“الاستمرار اليهودي”. وبالوقوف عند هذا المصطلح، يمكن القول إنه مصطلح يفترض أن الجماعات اليهودية تكون في العصر الحديث كُلً متجانسًا على مستوى العالم، وأن ثمة استمرارًا تاريخيًا وثقافيًا، وأحيانًا عرقيًا، يميز التاريخ اليهودي. وبناءً على هذا المفهوم

يذهب الصهاينة إلى أن يهود العصر الحاضر ورثه العبرانيين القدامى، وأن حكومة“إسرائيل” الحالية في فلسطين المحتلة هي امتداد للحكومات في العهود الغابرة[3]. ويعتمد مفهوم الاستمراريه على قياس تاريخ زائف، يفترض أن الظواهر التي تحيط بيهود اليوم تشبه في كثير من الوجوه الظواهر التي واجهها اليهود في ماضيهم. وبناء على هذه المقولة منح اليهود لأنفسهم شرعية اغتصاب فلسطين، وطرد أهلها. إن “هذا المفهوم “للوعد” ووسائل تحقيقه، مثل موضوعات “الشعب المختار” و“إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، كلها تؤلف الأساس الأيديولوجي للصهيونية السياسية.كما يقول غارودي. ان هذا الاساس الايديولوجي ينص على ان يهود اليوم هم احفاد بني اسرائيل جينيا وانثروبولوجيا يحملون نفس العرق ونفس الجنس عبر عشرين قرنا . وفي سياق الحديث عن أسطورة العرق، يقول الدكتور جمال حمدان:“إن إسرائيل -كدولة- ظاهرة استعمارية صرف. فهي قد قامت على اغتصاب غزاة أجانب لأرض لا علاقة لهم بها دينيًا أو تاريخيًا أو جنسيًا،وإن زعموا عكس ذلك تمامًا ودوامًا. إن علاقة اليهود بفلسطين انقطعت تمامًا منذ نحو 20 قرنًا، لأن هناك يهودين في التاريخ،يهود قدامى ويهود محدثين،ليس بينهما أي صلة أنثروبولوجية مذكورة. ذلك أن يهود فلسطين التوراة بعد الخروج تعرضوا لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرنًا من الشتات في المهجر. هي خروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية،ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر. [4] واقترن هذا بتزاوج واختلاط دموي بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئًا مختلفًا كلية عن اليهود القدامى، ولا يعد اليهود من نسل بني إسرائيل التوراة بأي نسبة ذات بال. وبهذا فإن عودة اليهود إلى فلسطين بالاغتصاب هو غزو وعدوان غرباء لا عودة أبناء قدامى.[5]

ويصل جوزيف ريناخ” إلى استنتاج واضح: “بما أنه ليس هناك عرق يهودي، ولا أمة يهودية، وأن هناك ديانة يهودية فقط، فإن النزعة الصهيونية حماقة أكيدة، وخطأ مضاعف من ناحية التاريخ والعرق وعلم الآثار[6] وفي السياق نفسه يقول مكسيم رودنسُون، “إن نظرة سريعة على اجتماع اليهود، من وجهة نظر علم الأجناس، تسمح بتقدير العوامل الأجنبية[7]. وإن أوضح نتيجة لهذا الاهتداء إلى الرشد حيال التاريخ قد صاغها توماس كيرنان فيقول: “كان الصهيونيون أوروبيين، ولا توجد أية علاقة من علاقات علم الأحياء أو علم الأجناس بين أجداد يهود أوروبا والقبائل العبرية القديمة” [8].. ويرى شلومو ساند أن “الحركة الصهيونية هي التي استفادت، على ركام أبحاث مفبركة،من فكرة “الشعب اليهودي الواحد” بهدف اختلاق قومية جديدة، وبهدف شحنها بغايات استعمار فلسطين” [9]

خلاصة القول :ان يهود اليوم داخل الارض المحتلة (كما اسلفنا ) لا يشكلون شعبا واحدا ولا امة واحدة لها قومية محددة بل هم تجمع من القوميات والشعوب المختلفة لكل منه لغته الخاصة وملامح انثروبولجية (سمات الوجه ولون البشره وطوله وحجم جمجمته ...الخ) الخاصة ايضا ولا يجمعهم عرق واحد.فهم خلال مراحل الشتات قد تزوجوا وتكاثروا من شعوب اخرى ودخل الى اليهوديه زنوج وتاميل واقوام اخرى .وانقسموا الى طوائف متناحرة تكفر احدهما الاخرى (مثل القرائين والفريسيين والصدوقيين واليهود الارثذوكس والسامريين .....الخ فطائفة السامريين المتبقية في نابلس هم من تبقى من احفاد بني اسرائيل وحافظوا على نقاء العرق لان الزواج محصور بين ابناء الطائفة الواحدة فقط (بالبدل ) .وبالتالي فإن يهود اليوم لا يشكلون شعبا واحدا حتى يفضلهم الله ويختارهم عن باقي البشر كما ورد في توراتهم المزيفة .

الهوامش :

[1] جمال حمدان، اليهود أنثروبولوجياً، دار الهلال، القاهرة، 1996 ص87-53

[2].المصدر السابق ص95

[3] قراءة نقدية لمقولة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ) محمد عبد العزيز ط1 –مؤسسة القدس الدولية-2016

ص 27 .

[4] جمال حمدان، ص 372

[5] جمال حمدان ، ص 115

[6] روجيه جارودي، ، إسرائيل بين اليهودية والصهيونية، ترجمة حسين حيدر، دار التضامن، بيروت، 1990 ص 60 .

[7] مكسيم رودنسون، شعب يهودي أم مسألة يهودية، منشورات ماسبيرو، 1981 ، ص 218

[8] توماس كيرنان، العرب، طبعة ليتل براون، بوسطن، ص1975

[9] شلومو ساند، اختراع الشعب اليهودي، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية )مدار(، رام الله، 2011 ، ص 13

 

المراجع [7] و[8] من مصدر روجيه غارودي [6].

 

.

التعليقات على خبر: شعب الله المختار

حمل التطبيق الأن